الصفحة 336
وقذف المحصنة، قال الله تعالى: {لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}(1) وأكل مال اليتيم، قال الله تعالى: {إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً}(2).

والفرار من الزحف، قال الله تعالى: {ومن يولّهم يومئذ دبره إلاّ متحرفاً لقتال أو متحيّزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنّم وبئس المصير}(3).

وأكل الربا، قال الله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخطّفه الشيطان من المس}(4) والسحر، قال الله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}(5) والزنا، قال الله تعالى: {ومن يفعل ذلك يلق اثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً}(6).

واليمين الغموس الفاجرة، قال الله تعالى: {الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمناً قليلا اُولئك لا خلاق لهم في الآخرة}(7) والغلول، قال الله تعالى: {ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة}(8) ومنع الزكاة المفروضة، قال الله تعالى: {يوم يحمى عليها في نار جهنّم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم}(9).

وشهادة الزور، وكتمان الشهادة، قال الله تعالى: {ومن يكتمها فإنّه آثم قلبه}(10) وشرب الخمر لأنّ الله تعالى نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان، وترك

____________

1- النور: 23.

2- النور: 23.

3- النور: 23.

4- البقرة: 275.

5- البقرة: 102.

6- البقرة: 102.

7- آل عمران: 77.

8- آل عمران: 161.

9- آل عمران: 161.

10- البقرة: 283.


الصفحة 337
الصلاة أو شيء ممّا فرض الله، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من ترك الصلاة فقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسوله.

ونقض العهد، وقطيعة الرحم، قال الله تعالى: {اُولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}(1)، فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم(2).

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوّل ما عصى به الله تعالى ست خصال: حبّ الدنيا، وحبّ الرئاسة، وحبّ الطعام، وحبّ الراحة، وحبّ النوم، وحبّ النساء(3).

وقال عليه السلام: الغضب يفسد الايمان كما يفسد الخلّ العسل(4).

وعن أبي عبد الله عليه السلام: الغضب مفتاح كلّ شر(5).

وقال النبي صلى الله عليه وآله: من كفّ نفسه عن أعراض المسلمين أقاله الله يوم القيامة عثراته، ومن كفّ غضبه عن الناس كفّ الله تعالى عنه عذاب يوم القيامة(6).

وقال عليه السلام: إنّ في جهنّم لوادياً للمتكبّرين يقال له: سقر، شكى إلى الله تعالى شدّة حرّه وسأله أن يأذن له أن يتنفّس، فتنفّس فأحرق جهنّم(7).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول لولده: اتّقوا الكذب الصغير منه والكبير، في كلّ جدٍّ وهزل، فإنّ الرجل إذا كذب في

____________

1- الرعد: 25.

2- الكافي 2: 285 ح24 باب الكبائر.

3- مجموعة ورام 2: 205.

4- الكافي 2: 302 ح1; عنه البحار 73: 267 ح22.

5- مجموعة ورام 1: 122; الكافي 2: 303 ح3.

6- الكافي 2: 305 ح14; عنه البحار 73: 280 ح34.

7- الكافي 2: 310 ح10; عنه البحار 73: 218 ح10; ومعالم الزلفى: 337.


الصفحة 338
الصغير اجترأ على الكبير، أما علمتم انّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما يزال العبد يصدق حتّى يكتبه الله عزوجل صادقاً، وما يزال العبد يكذب حتّى يكتبه الله كاذباً(1).

وعنه عليه السلام قال: إنّ الكذب هو خراب الايمان(2).

وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: لا تجد طعم الايمان حتّى تترك الكذب جدّه وهزله(3).

وقال عيسى بن مريم عليه السلام: من كثر كذبه ذهب بهاؤه(4).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ينبغي للرجل المسلم(5) أن يتجنّب مؤاخاة الكذّاب، لأنّه لا يزال يكذب حتّى يجيء بالصدق فلا يصدّق(6).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لقى المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار(7).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: بئس العبد عبداً يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه شاهداً ويأكله غائباً، إن اُعطي حسده، وإن ابتلى خذله(8).

وقال الله تعالى: يا عيسى ليكن لسانك في السر والعلانية لساناً واحداًوكذلك قلبك، انّي اُحذّرك لنفسك وكفى بي من خبير، لا يصلح لسانان في فم واحد، ولا سيفان في غمد واحد، ولا قلبان في صدر واحد، وكذلك الأذهان(9).

____________

1- مجموعة ورام 2: 207; الكافي 2: 338 ح2.

2- الكافي 2: 339 ح4; عنه البحار 72: 247 ح8.

3- المحاسن 1: 209 ح156 عقاب الكذب; عنه البحار 72: 262 ح41.

4- الكافي 2: 341 ح13; عنه البحار 72: 250 ح16.

5- في "ب" و "ج": المؤمن.

6- الكافي 2: 341 ح14; عنه البحار 72: 250 ح17.

7- الكافي 2: 343 ح1; عنه البحار 75: 204 ح12.

8- الكافي 2: 343 ح2; عنه البحار 75: 206 ح13.

9- الكافي 2: 343 ح3; عنه البحار 75: 206 ح14.


الصفحة 339
وعن أبي عبد الله عليه السلام: لا يفترق رجلان عن الهجران إلاّ استوجب أحدهما البراءة واللعنة، وربّما استوجب ذلك كلاهما(1).

وعنه عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام: قال رسول رسول الله صلى الله عليه وآله: أيّما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثاً لا يصطلحان إلاّ كانا خارجين من الإسلام، ولم يكن بينهما ولاية، وأيّهما كان أسبق إلى كلام صاحبه كان السابق إلى الجنّة يوم الحساب(2).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ الشيطان يغري بين المؤمنين ما لم يرجعأحدهما عن ذنبه، فإذا فعلوا ذلك استلقى على قفاه وقال: فزت، فرحم الله امرءً ألّف بين وليّين لنا، يا معشر المؤمنين تآلفوا وتعاطفوا(3).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنّة، يوجد(4) ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام إلاّ صنف واحد، قلت: من هم؟ قال: العاق لوالديه(5).

وعنه عليه السلام: أدنى العقوق اُف، ولو علم الله شيئاً هو أهون منه لنهى عنه(6)، كما قال تعالى: {فلا تقل لهما اُفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريماً}(7).

وقال عليه السلام: من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما له ظالمان لم يقبل الله عزوجل له صلاة(8).

____________

1- مجموعة ورام 2: 207; الكافي 2: 344 ح1.

2- الكافي 2: 345 ح5; عنه البحار 75: 186 ح5; معالم الزلفى: 321.

3- الكافي 2: 345 ح6; عنه البحار 75: 187 ح6.

4- في "ب": فوجد.

5- الكافي 2: 348 ح3; عنه البحار 74: 60 ح24.

6- الكافي 2: 349 ح9; عنه البحار 74: 59 ح22.

7- الكافي 2: 349 ح9; عنه البحار 74: 59 ح22.

8- مجموعة ورام 2: 208; الكافي 2: 349 ح5.


الصفحة 340
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في كلام له: إيّاكم وعقوق الوالدين، فإنّ ريح الجنّة يوجد من مسيرة ألف سنة، ولا يجدها عاق، ولا قاطع رحم، ولا شيخ زان(1).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول الله تبارك وتعالى: "وعزّتي وجلالي وكبريائي ونوري وعظمتي وعلوّي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواه على هواي(2) إلاّ شتّتت عليه أمره، ولبست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم أعطه منها إلاّ ما قدّرت له.

وعزّتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوّي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي(3) على هواه إلاّ استحفظته ملائكتي، وكفلت السماوات والأرضين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة"(4).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عزوجل كان حامده من الناس ذاماً، ومن آثر طاعة الله عزوجل بما يغضب الناس كفاه الله عزوجل عداوة كلّ عدوّ، وحسد كلّ حاسد، وبغي كلّ باغ، وكان الله عزوجل له ناصراً وظهيراً(5).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ علياً عليه السلام باب فتحه الله، من دخله كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً(6).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ العبد ليذنب الذنب فيدخله الله عزوجل به الجنّة، قلت: يا ابن رسول الله يدخله الله عزوجل بالذنب الجنّة؟ قال:

____________

1- الكافي 2: 349 ح6; عنه البحار 74: 61 ح27.

2- في "ج": أمري.

3- في "ج": أمري.

4- الكافي 2: 335 ح2; عنه البحار 70: 85 ح18.

5- الكافي 2: 372 ح2; عنه البحار 73: 392 ح2.

6- الكافي 1: 437 ح8; عنه البحار 32: 324 ح301.


الصفحة 341
نعم، انّه ليذنب فلا يزال منه خائفاً ماقتاً لنفسه، ويرحمه الله عزوجل ويدخل الجنّة به(1).

وقال عليه السلام: من أذنب ذنباً فعلم انّ الله عزوجل مطّلع عليه، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له، [غفر له](2) وإن لم يستغفر(3).

وعن عبد الله [بن] موسى بن جعفر، عن أبيه قال: سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يعمله، أو الحسنة؟ فقال: ريح الكنيف وريح الطيب سواء؟ فقلت: لا، قال: إنّ العبد إذا همّ بالحسنة خرج نفسه طيّب الريح، فيقول صاحب اليمين لصاحب الشمال: قف فإنّه قد همّ بالحسنة، فإذا هو عملها كان لسانه قلمه، وريقه مداده، فأثبتها له.

وإذا همّ بالسيّئة خرج نفسه منتن الريح، فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف فإنّه قد همّ بالسيّئة، فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه، وريقه مداده، فأثبتها عليه في الدنيا والآخرة(4).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا تاب العبد توبة نصوحاً لوجه الله عزوجل، فإنّ الله عزوجل يستر عليه في الدنيا والآخرة، فقلت: كيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملائكته ما كتبا عليه من الذنوب، ثمّ يوحي الله إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي الله إلى بقاع الأرض: اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله عزوجل حين يلقاه وليس يُشهد عليه بشيء من الذنوب(5).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: يا محمد بن مسلم، ذنوب المسلم إذا تاب

____________

1- الكافي 2: 426 ح3; معالم الزلفى: 321.

2- أثبتناه من "ب" و "ج" والكافي.

3- الكافي 2: 427 ح5; عنه البحار 88: 36.

4- الكافي 2: 429 ح3; عنه البحار 5: 325 ح16.

5- الكافي 2: 430 ح1; عنه البحار 7: 317 ح12.


الصفحة 342
منها مغفورة له، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أما والله انّها ليست إلاّ لأهل الايمان، قلت: فإن عاد بعد التوبة والاستغفار للذنوب وعاد في التوبة؟

فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه، ويستغفر الله عزوجل منه ويتوب، ثمّ لا يقبل الله تعالى توبته، قلت: فإن فعل ذلك مراراً، يذنب ثمّ يتوب ويستغفر الله؟ فقال: كلّما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة، وإنّ الله غفور رحيم، يقبل التوبة ويعفو عن السيّئات، وإيّاك أن تقنط المؤمنين(1) من رحمة الله عزوجل(2).

وعنه عليه السلام قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو يستغفر كالمستهزئ(3).

وقال الصادق عليه السلام: من استغفر الله في كلّ يوم سبعين مرّة غفر لهسبعمائة ذنب، ولا خير في عبد يذنب في كلّ يوم أكثر من سبعمائة ذنب(4).

وقال عليه السلام: ما من مؤمن إلاّ وله ذنب يهجره زماناً ثمّ يلمّ به، وذلك قول الله عزوجل: {إلاّ اللّمم}. وسألته عن قول الله عزوجل: {الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلاّ اللّمم}(5) قال: الفواحش: الزنا والسرقة، واللمم: الرجل يلمّ بالذنب فيستغفر الله تعالى منه(6).

وعن بعض أصحابنا قال: صعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر بالكوفة، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أيّها الناس الذنوب ثلاثة ثمّ أمسك، فقال له رجل من أصحابه: يا أمير المؤمنين قلت الذنوب ثلاثة وأمسكت قال: ما ذكرتها إلاّ وأنا

____________

1- في "ب": العبد المؤمن.

2- الكافي 2: 434 ح6; عنه البحار 6: 40 ح71.

3- الكافي 2: 435 ح10; عنه البحار 6: 41 ح75.

4- الكافي 2: 439 ح10 وفيه: استغفر مائة مرّة.

5- النجم: 32.

6- الكافي 2: 442 ح3.


الصفحة 343
اُريد أن اُفسّرها، ولكن عرض لي شيء حال بيني وبين الكلام، نعم الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب يُرجى لصاحبه ويخاف عليه.

قال: يا أمير المؤمنين فبيّنها لنا، فقال: نعم، أمّا الذنب المغفور فعبد عاقبه الله في الدنيا على ذنبه، والله تعالى أحكم(1) وأكرم أن يعاقب عبده مرّتين، وأمّا الذنب الذي لا يغفر فمظالم(2) العباد بعضهم لبعض، إنّ الله تعالى أقسم قسماً على نفسه فقال: وعزّتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كفّاً بكفّ، ولو مسحاً بكفّ، ولو نطحة ما بين القرنين إلى الجماء، فيقتصّ للعباد بعضهم لبعض، حتّى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة.

فأمّا الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفاً من ذنبه راجياً لربّه، فنحن له كما هو لنفسه، فترجى له الرحمة(3).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ الله عزوجل إذا كان من أمره أن يكرم عبداً له وعليه ذنب ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل ذلك ابتلاه بالحاجة، فإن لم يفعل ذلك به شدّد عليه الموت ليكافيه بذلك الذنب(4). وإن كان من أمره أن يهين عبداً وله عنده حسنة صحّح بدنه، وإن لم يفعل ذلك به وسّع عليه رزقه، فإن لم يفعل ذلك به هوّن عليه الموت، فيكافيه بتلك الحسنة(5).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده من العمل ما يكفّرها، ابتلاه الله بالحزن ليكفّرها(6).

وعنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ الله تعالى

____________

1- في "ج": أحلم.

2- في "ج": فظلم.

3- الكافي 2: 443 ح1; المحاسن 1: 67 ح18; عنه البحار 75: 314 ح29.

4- في "ج": بتلك الذنوب.

5- الكافي 2: 444 ح1.

6- الكافي 2: 444 ح2.


الصفحة 344
يقول: "وعزّتي وجلالي لا أخرج عبداً من الدنيا وأنا اُريد أن أرحمه حتّى أستوفي منه كلّ خطيئة عملها، امّا بسقم في جسده، أو بضيق في رزقه، وامّا بخوف في دنياه، فإن بقيت عليه بقيّة شدّدت عليه عند الموت حتّى يأتي ولا ذنب عليه، فاُدخله الجنّة.

وعزّتي وجلالي لا اُخرج عبداً من الدنيا وأنا اُريد أن اُعذّبه حتّى اُوفّيه كلّ حسنة عملها، امّا بصحّة في جسمه، وامّا بسعة في رزقه، وامّا بأمن في دنياه، فإن بقيت بقيّة هوّنت عليه الموت حتّى يأتي ولا حسنة له، فاُدخله النار"(1).

قال عليه السلام: إذا أراد الله بعبد سوءاً أمسك عليه ذنوبه حتّى يوافي بها يوم القيامة، وإذا أراد الله بعبد خيراً عجّل عقوبته في الدنيا(2).

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال الغم والهمّ بالمؤمن حتّى لا يدع له ذنباً(3).

وعن أبي الحسن الماضي قال: ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم، فإن عمل حسنة استزاد الله عزوجل، وإن عمل سيّئة استغفر الله منها وتاب إليه(4).

ومن كلام له عليه السلام: لا خير في العيش إلاّ لرجلين: رجل يزداد في كلّ يوم خيراً، ورجل يتدارك سيّئة(5) بالتوبة، وأنّى له بالتوبة والله لو يسجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل الله ذلك منه إلاّ بولايتنا أهل البيت، ألا ومن عرف حقّنا ورجا الثواب فينا، ورضى بقوته وما ستر عورته، ودان الله لمحبّتنا فهو آمن يوم القيامة(6).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: ما أحسن الحسنات بعد السيّئات، وما

____________

1- الكافي 2: 444 ح3.

2- الكافي 2: 445 ح5; مستدرك الوسائل 11: 334 ح13191.

3- الكافي 2: 445 ح7.

4- تحف العقول: 295; عنه البحار 1: 152 ضمن حديث 1.

5- منيّته، خ ل.

6- الكافي 8: 128 ح98; عنه البحار 78: 225 ح95 مثله.


الصفحة 345
أقبح السيّئات بعد الحسنات(1).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّكم في آجال منقوصة، وأيّام معدودة، والموت يأتي بغتة، من يزرع(2) خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع(3) شراً يحصد ندامة، ولكلّ زارع ما زرع، لا يسبق البطيء منكم حظّه، ولا يدرك حريص ما لم يقدّر له، من اُعطي خيراً فالله أعطاه، ومن وقي شراً فالله عزوجل وقاه(4).

وعنه عليه السلام قال: جاء رجل إلى أبي ذر رحمه الله فقال له: يا أباذر ما لنا نكره الموت؟ فقال: لأنّكم عمّرتم الدنيا وخربتم الآخرة، فتكرهون أن تنتقلوا من عمران إلى خراب، قال: فكيف ترى قدومنا على الله عزوجل؟ قال: أمّا المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأمّا المسيء فكالآبق يقدم على مولاه.

قال: فكيف ترى حالنا عند الله عزوجل؟ فقال: أعرضوا أعمالكم على الكتاب، إنّ الله عزوجل يقول: {إنّ الأبرار لفي نعيم * وإنّ الفجّار لفي جحيم}(5)، فقال الرجل: أين رحمة الله؟ فقال: رحمة الله قريب من المحسنين(6).

وقال أبو عبد الله عليه السلام: كتب رجل إلى أبي ذر رحمه الله: يا أباذر أطرفني بشيء من العلم، فكتب إليه: إنّ العلم كثير ولكن إن قدرت أن لا تُسيء إلى من تحبّه فافعل، فقال: هل رأيت أحداً يسيء إلى من يحبّه؟ فقال: نعم، نفسك أحبّ الأنفس إليك، فإذا عصيت الله عزوجل فقد أسأت إليها(7).

وعن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: إنّ أسرع الخير ثواباً البر، وأسرع

____________

1- مجموعة ورام 2: 165.

2- في "ج": من زرع.

3- في "ج": من زرع.

4- تحف العقول: 368; عنه البحار 78: 373 ح19 عن الإمام العسكري عليه السلام.

5- الانفطار: 13-14.

6- الكافي 2: 458 ح20; عنه البحار 22: 402 ح12.

7- الكافي 2: 458 ضمن حديث 20; عنه البحار 22: 402 ضمن حديث 12.


الصفحة 346
الشر عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن ينظر في عيوب غيره ويعمى عن عيوب نفسه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه، أو ينهى الناس عمّا لا يستطيع تركه(1).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام كثيراً ما يقول في خطبته: أيّها الناس دينكم دينكم، فإنّ السيّئة فيه خير من الحسنة في غيره، لأنّ السيّئة فيه تغفر والحسنة في غيره لا تقبل(2).

وقال: من كان له جار يعمل بالمعاصي فلم ينهه فهو شريكه(3).

وقال: ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب(4).

وقال عليه السلام: ما اعطى أحد شيئاً خير من امرأة صالحة، إذا رآها سرّته، وإذا أقسم عليها أبرّته، وإذا غاب عنها حفظته(5).

وقال النبي صلى الله عليه وآله: هلاك نساء اُمّتي في الأحمرين، في الذهب والثياب الرقاق، وهلاك رجال اُمّتي في ترك العلم وجمع المال(6).

وقال عليه السلام: إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه ليسمع تضرّعه(7).

وعن مجاهد قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله على شاب وهو في الموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلاّ أعطاه الله ما يرجو وآمنه ممّا يخاف(8).

____________

1- مجموعة ورام 2: 180.

2- مجموعة ورام 2: 161.

3- مجموعة ورام 1: 2.

4- المصدر نفسه.

5- مجموعة ورام 1: 3.

6- مجموعة ورام 1: 3.

7- مجموعة ورام 1: 4.

8- المصدر نفسه.


الصفحة 347
وقال صلى الله عليه وآله: إنّ الله عزوجل يستحي من عبده إذا صلّى في جماعة ثمّ سأله حاجة أن ينصرف حتّى يقضيها(1).

وقال عليه السلام: أكثر خطايا ابن آدم في لسانه(2).

وقال عليه السلام: من صلّى ركعتين في خلأ لا يراه إلاّ الله عزوجل كانت له براءة من النار(3).

وقال عليه السلام: ما من قوم قعدوا في مجلس ثم قاموا فلم يذكروا اللهعزوجل فيه إلاّ كان عليهم حسرة يوم القيامة(4).

وقال عليه السلام: أكثروا الاستغفار فإنّ الله عزوجل لم يعلّمكم الاستغفار إلاّ وهو يريد أن يغفر لكم(5).

وقال صلى الله عليه وآله: ألا أدلّكم على ما يمحق(6) الله به الخطايا ويذهب به الذنوب؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: اسباغ الوضوء في المكروهات، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة(7).

وقال عليه السلام: اتّق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لكتكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحبّ لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك فإنّ كثرة الضحك يميت القلب(8).

وقال عليه السلام: إذا كان للرجل على أخيه الدين، فأجّله إلى أجل كان له

____________

1- مجموعة ورام 1: 4; مستدرك الوسائل 6: 513 ح7395.

2- مجموعة ورام 1: 4.

3- مجموعة ورام 1: 5.

4- المصدر نفسه.

5- المصدر نفسه.

6- في "ب": و "ج": ما يمحو.

7- المصدر نفسه.

8- المصدر نفسه.


الصفحة 348
صدقة، فإن أخّره بعد أجله كان له بكلّ يوم صدقة(1).

وقال عليه السلام: الخير كثير ومن يعمل به قليل(2).

وعنه عليه السلام قال: إنّ الرجل ليدعو ربّه وهو عنه معرض، ثمّ يدعو ربّه وهو عنه معرض، ثمّ يدعو ربّه وهو عنه معرض، فإذا كان الرابعة يقول الله تبارك وتعالى: يدعوني عبدي وأنا عنه معرض، عرف عبدي انّه لا يغفر الذنوب(3) إلاّ أنا، اُشهدكم انّي قد غفرت له(4).

وقال عليه السلام: كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته، والأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيّته، والرجل راع على أهله وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على أهل بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيّده وهو مسؤول عنه، ألا فكلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته(5).

وعن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وأغرف لجيرانك منها(6).

وقال عليه السلام: لا يزال الناس بخير ما لم يستعجلوا، قيل: يا رسول الله وكيف يستعجلون؟ قال: يقولون: دَعَوْنا فلم يستجب لنا(7).

وقال عليه السلام: من أدرك الصلاة أربعين يوماً في الجماعة كتب له براءةمن النفاق وبراءة من النار(8).

____________

1- المصدر نفسه.

2- المصدر نفسه.

3- في "ب" و "ج": لا يغفره.

4- مجموعة ورام 1: 7.

5- مجموعة ورام 1: 6.

6- المصدر نفسه.

7- المصدر نفسه.

8- مجموعة ورام 1: 7.


الصفحة 349
وقال عليه السلام: إنّ الله يحب عبده الفقير المتعفّف أبا العيال(1).

وقال عليه السلام: طهّروا أفواهكم فإنّها طرق القرآن(2).

وقال النبي صلى الله عليه وآله: اطلبوا الحوائج إلى ذي الرحمة من اُمّتيترزقوا وتنجحوا، فإنّ الله عزوجل يقول: رحمتي في ذي الرحمة من عبادي، ولا تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم فلا ترزقوا ولا تنجحوا، فإنّ الله عزوجل يقول: إنّ سخطي فيهم(3).

وقال عليه السلام: إنّ العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام، وانّه لينظر إلى اخوانه وأزواجه في الجنّة(4).

وقال عليه السلام: من أذنب ذنباً وهو ضاحك دخل النار [وهو باك](5)(6).

وقال عليه السلام: ألا اُنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أكبر الكبائر ثلاث: الاشراك بالله عزوجل، وعقوق الوالدين، وكان متّكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكرّرها حتّى قلنا ليته سكت(7).

وباسناده الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يدخل الجنّة من اُمّتي سبعين ألفاً بغير حساب، ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام وقال: هم شيعتك [يا عليّ](8) وأنت إمامهم(9).

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من رفع قرطاساً من الأرض

____________

1- المصدر نفسه.

2- المصدر نفسه.

3- مجموعة ورام 1: 9.

4- مجموعة ورام 1: 17.

5- أثبتناه من "ج".

6- مجموعة ورام 1: 18.

7- المصدر نفسه.

8- أثبتناه من "ج".

9- مجموعة ورام 1: 23; معالم الزلفى: 321.