فقال: ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول الله (ص) فلن أسبّه، لئن يكون لي واحدة أحبّ إليّ من حمر النعم:
سمعت رسول الله (ص) يقول له وخلّفه في بعض مغازيه، فقال له عليّ: "يا رسول الله أتخلّفني مع النساء والصبيان؟".
فقال رسول الله: "أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى الاّ أنّه لا نبوّة بعدي".
وسمعته يقول يوم خيبر: "لأعطينّ الراية غداً رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله"، فتطاولنا إليها فقال: "ادعوا لي عليّاً" فأُتيَ به أرمد، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه.
ولمّا نزلت: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعا رسول الله (ص) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: "اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي"(1).
وفي تفسير الآية عند ابن جرير وابن كثير ومستدرك الحاكم ومشكل الآثار للطحاوي واللفظ للأوّل:
____________
1- خصائص النسائي: 4.
د ـ ابن عبّاس:
1 ـ في تاريخي الطبري وابن الأثير واللفظ للأول:
لمّا قال عمر في كلامه لابن عباس:
هيهات ابت والله قلوبكم يا بني هاشم الاّ حسداً ما يحول وضغناً وعشّاً ما يزول.
قال له ابن عبّاس:
مهلا يا أمير المؤمنين! لا تصف قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً بالحسد والغش، فانّ قلب رسول الله من قلوب بني هاشم(2).
2 ـ في مسند امام الحنابلة أحمد، وخصائص النسائي، والرياض النضرة للمحبّ الطبري ومجمع الزوائد
____________
1- تفسير الطبري 22: 7; وابن كثير 3: 485 واللفظ للأول; ومستدرك الحاكم 3: 147; ومشكل الآثار 1: 336.
2- تاريخ الطبري 5: 31.
عن عمرو بن ميمون(2).
قال: إنّي لجالس إلى ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن يخلونا هؤلاء، قال: بل أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال:
فابتدأوا فتحدّثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه، ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له عشر ـ إلى قوله ـ وأخذ رسول الله ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين وقال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
هـ ـ واثلة بن الأسقع:
روى الطبري في تفسير الآية وابن حنبل في مسنده والحاكم في مستدركه وقال: صحيح على شرط الشيخين
____________
1- الحديث بطوله في مسند أحمد 1: 331 ط الاولى; والثانية 5: 3062 وقد ذكر فيه ابن عباس عشر فضائل لعليّ بن أبي طالب وأورده النسائي في خصائصه: 11; والمحبّ الطبري في الرياض النضرة 2: 269; ومجمع الزوائد للهيثمي 9: 119.
2- عمرو بن ميمون الاودي: تابعي، ثقة، أخرج له أصحاب الصحاح، مات سنة أربع وسبعين بالكوفة. تقريب التهذيب 2: 80.
عن أبي عمّار(1) قال: إنّي لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا عليّاً فشتموه، فلمّا قاموا قال: اجلس حتّى أخبرك عن هذا الذي شتموا، إنّي عند رسول الله (ص) إذ جاءه عليّ وفاطمة وحسن وحسين، فألقى عليهم كساء له ثمّ قال: "اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"(2).
ورواه ابن عساكر في تاريخه بتفصيل أوفى.
في أُسد الغابة عن شدّاد بن عبد الله قال: سمعت واثلة ابن الأسقع وقد جيء برأس الحسين فلعنه رجل من أهل الشام ولعن أباه، فقام واثلة وقال: والله لا أزال أحبّ عليّاً والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) بعد أن سمعت رسول الله يقول فيهم... (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
____________
1- أبو عمار، شداد بن عبد الله القرشي الدمشقي: ثقة، من الطبقة الرابعة، أخرج حديثه أصحاب الصحاح، ترجمته بتقريب التهذيب 1: 347.
2- مشكل الآثار للطحاوي 1: 346; تفسير الآية عند الطبري 22: 6; ومسند أحمد 4: 107; وقد هذب لفظه وحذف منه (فشتموه) و (وهذا الذي شتموه); ومجمع الزوائد 9: 167; ومستدرك الحاكم 2: 416 و 3: 147; وسنن البيهقي 2: 152; وتفسير ابن كثير 3: 484; وابن عساكر 5: 1، 16أ.
وعن أمّ سلمة أيضاً:
في مسند أحمد وتفسير الطبري ومشكل الآثار واللفظ للأول:
عن شهر بن حوشب(2) قال: سمعت أمّ سلمة زوج النبي (ص) حين جاء نعي الحسين بن عليّ فلعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله، غرّوه وذلّوه لعنهم الله، فانّي رأيت رسول الله (ص) ـ إلى قولها ـ فاجتبذ كساء خيبرياً فلفّه النبيّ (ص) عليهم جميعاً وقال:
"اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"(3).
____________
1- أُسد الغابة 2: 20 بترجمة الحسن.
2- أوردنا موجز الحديث والحديث بطوله في مسند أمّ سلمة من مسند أحمد.
وشهر بن حوشب الأشعري الشامي: صدوق، من الطبقة الثالثة، أخرج حديثه أصحاب الصحاح، مات سنة 112 هـ. ترجمته بتقريب التهذيب 1: 355.
3- أوردناه بايجاز والحديث بطوله في مسند أحمد 6: 298 بمسند أمّ سلمة; وتفسير الطبري 22: 6; ومشكل الآثار 1: 335; وابن عساكر 5: 1، 14أ.
و ـ عليّ بن الحسين السجّاد:
روى كلّ من الطبري وابن كثير والسيوطي في تفسير الآية:
أنّ عليّ بن الحسين قال لرجل من أهل الشام: "أما قرأت في "الأحزاب": (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)".
قال: ولأنتم هم؟!
قال: "نعم"(1).
وتمام الخبر كما في مقتل الخوارزمي:
أنّه لما حمل السجاد مع سائر سبايا أهل البيت إلى الشام بعد مقتل سبط رسول الله الحسين، وأوقفوا على مدرج جامع دمشق في محلّ عرض السبايا، دنا منه شيخ وقال: الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح العباد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين منكم.
فقال له عليّ بن الحسين: "يا شيخ هل قرأت القرآن".
قال: نعم.
قال: "أقرأت هذه الآية: (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)" (الشورى/23).
____________
1- تفسير الطبري 22: 7; وابن كثير 3: 486; والدر المنثور 5: 199.
قال: وقرأت قوله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)(الاسراء/26) وقوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْء فَإِنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)" (الانفال/41).
قال الشيخ: نعم.
فقال: "نحن والله القربى في هذه الآيات، وهل قرأت قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)".
قال: نعم.
قال: "نحن أهل البيت الذي خُصّصنا بآية التطهير".
قال الشيخ: بالله عليك أنتم هم؟!
قال: "وحقّ جدّنا رسول الله إنّا لنحن هم؟! من غير شكٍّ".
فبقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال:
اللّهمّ إنّي أتوب اليك من بغض هؤلاء، وإنّي أبرأ اليك من عدوّ محمد وآل محمّد من الجنّ والإنس(1).
نكتفي بهذا المقدار ما أردنا ايراده من روايات حديث الكساء(2)، ففيه كفاية لمن أراد أن يتمسّك بالقرآن ويأخذ تفسيره عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (سورة ق/37).
____________
1- مقتل الخوارزمي 2: 61 ط النجف.
2- وقد تركنا ذكر أحاديث أُخرى في الباب، مثل ما ورد بترجمة عطية من اُسد الغابة 3: 413; والاصابة 3: 489; وتاريخ بغداد 10: 278; ورواية حكيم بن سعيد في تفسير الطبري 22: 5; وروايات أُخرى في مسند أحمد 6: 304; وأُسد الغابة 2: 12 و 4: 29; ومجمع الزوائد 9: 206 و 207; وذخائر العقبى للمحبّ الطبري: 21; والاستيعاب 2: 460; وابن عساكر 5/1/13-16.
آية التطهير في مصادر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
شأن نزول آية التطهير وحديث الكساء
1 ـ رواية أمّ المؤمنين أمّ سلمة(1):
أ ـ عن شهر بن حوشب قال:
أتيت أمّ سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) لأسلّم عليها، فقلت: أما رأيتِ هذه الآية يا أمّ المؤمنين: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)؟
قالت: أنا ورسول الله على منامة لنا تحت كساء خيبري، فجاءت فاطمة (عليها السلام) ومعها الحسن والحسين (عليهما السلام)، فقال: "أين ابن عمك؟" قالت: "في البيت"، قال: "فاذهبي فادعيه"، فقالت: "فدعوته، فأخذ الكساء من تحتنا فعطفه، فأخذ جميعه بيده فقال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"، وأنا جالسة خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي فأنا؟ قال: "إنّك على خير"، ونزلت هذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ...) في النبي (صلى الله عليه وآله) وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).
____________
1- تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي: 121; وتفسير مجمع البيان 8: 356; والبحار 35: 213.
سند آخر للرواية:
نزلت هذه الآية في النبي وعليّ وفاطمة والحسن والحسين بسند آخر عن أمّ سلمة(1)، قالت: في بيتي نزلت هذه الآية (إِنَّمَا...)، وذلك أنّ رسول الله جلّلهم(2) في مسجده(3) بكساء ثمّ رفع يده فنصبها على الكساء وهو يقول: "اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس كما أذهبت عن آل اسماعيل واسحاق ويعقوب، وطهّرهم من الرجس كما طهّرت آل لوط وآل عمران وآل هارون"، قلت: يا رسول الله لا أدخل معكم؟ قال: "إنّك على خير وإنّك من أزواج النبي"، قالت بنته: سمّيهم يا أمة، قالت: فاطمة وعليّ والحسن والحسين (عليهم السلام).
ب ـ عن أبي عبد الله الجدلي(4)، قال:
دخلت على عائشة فقلت: أين نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ...)؟
____________
1- تفسير فرات الكوفي: 126; والبحار 35: 215.
2- جللهم بالثوب: غطّاهم به.
3- لعلّ الراوي أراد أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان في (مصلاه) بدار أمّ سلمة.
4- تفسير فرات: 124; والبحار 35: 215.
ج ـ عن عبد الله بن معين مولى أمّ سلمة(2) أنها قالت:
نزلت هذه الآية في بيتها: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، أمرني رسول الله
____________
1- قد قنعت: أي لبست القناع، وهو ما تغطي به المرأة نفسها.
2- أمالي الشيخ 1: 270; والبحار 35: 209.
د ـ بإسناد أخي دعبل(1)، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ ابن الحسين (عليهم السلام)، عن أمّ سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندي، فدعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وجاء جبرئيل فمدّ عليهم كساءً فدكياً، ثمّ قال: "اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"، قال جبرئيل: وأنا منكم يا محمد؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): "وأنت منّا يا جبرئيل"، قالت أمّ سلمة: فقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ وجئت لأدخل معهم، فقال: "كوني مكانك يا أمّ سلمة إنّك على خير، أنت من أزواج نبيّ الله"، فقال جبرئيل: اقرأ يا محمد: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
____________
1- أمالي الشيخ: 235; والبحار 35: 208.
2 ـ رواية الحسين بن عليّ (عليه السلام):
عن زيد(1) بن علي عن أبيه عن جدّه (عليهم السلام) قال:
"كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيت أمّ سلمة، فأتي بحريرة، فدعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فأكلوا منها، ثمّ جلّل عليهم كساء خيبرياً، ثمّ قال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، فقالت أمّ سلمة: وأنا معهم يا رسول الله، قال: "أنت إلى خير"(2).
3 ـ رواية أبي سعيد الخدري:
أ ـ عن أبي سعيد الخدري(3)، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، أُنزلت في محمد وأهل بيته حين جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً وفاطمة والحسن والحسين، ثمّ أدار عليهم الكساء، ثمّ قال: "اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب
____________
1- كنز جامع الفوائد: 203 و 204; والبحار 25: 213.
2- لم يرد في غير هذه الرواية ذكر خبر الحريرة.
3- فضائل ابن شاذان: 99; والبحار 35: 212-213.
ب ـ عن عطية:
سألت أبا سعيد الخدري عن قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال: نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)(1).
4 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام)(2):
في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال: "نزلت هذه الآية في رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وذلك في بيت أمّ سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله)، دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله)عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، ثمّ ألبسهم كساءً له خيبرياً، ودخل معهم فيه ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي
____________
1- البحار 35: 208.
2- البحار 35: 206.
ما فعله الرسول بعد نزول الآية
1 ـ عن أبي سعيد الخدري(1):
قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأتي باب علي أربعين صباحاً حيث بنى بفاطمة فيقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أنا حربٌ لمن حاربتم وسلمٌ لمن سالمتم".
2 ـ عن أبي الحمراء(2):
قال: خدمت رسول الله (صلى الله عليه وآله) تسعة أشهر أو عشرة أشهر، فأمّا التسعة فلست أشكّ فيها، ورسول الله (صلى الله عليه وآله)
____________
1- تفسير فرات: 122; والبحار 35: 208.
2- تفسير فرات: 123 و 124; والبحار 35: 214.
وورد عن أبي الحمراء(1) بألفاظ أُخرى، وفي بعضها: أخذ بعضادتي الباب.
3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
عن الحارث، عن عليّ (عليه السلام)(2) قال: "كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)يأتينا كل غداة فيقول: الصلاة رحمكم الله الصلاة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)".
____________
1- أمالي الشيخ 1: 257; والبحار 35: 209; وكشف الحق للعلامة الحلي 1: 88; والعمدة لابن بطريق: 16-23.
2- مجالس المفيد: 188; وأمالي الشيخ: 55; والبحار 35: 208.
4 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام)(1):
عن أبيه (عليه السلام) ـ أي السجّاد (عليه السلام) ـ في قوله عزّ وجلّ: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) (طه/132)، قال: "نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)يأتي باب فاطمة كل سحرة فيقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)".
لفظ آخر للخبر
في تفسير الآية (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)قال فرات القمي(2):
فانّ الله أمره أن يخصّ أهله دون الناس، ليعلم الناس أنّ لأهل محمّد (صلى الله عليه وآله) عند الله منزلة خاصّة ليست للناس، إذ أمرهم مع الناس عامة ثمّ أمرهم خاصّة، فلمّا أنزل الله تعالى هذه الآية كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجيء كلّ يوم عند صلاة
____________
1- كنز الفوائد: 161 و 162 و 178; والبحار 25: 220.
2- في تفسيره: 530 و 531.
5 ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام):
عن الصادق جعفر بن محمد(2)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)قال: "كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقف عند طلوع كل فجر على باب علي وفاطمة (عليهم السلام)فيقول: الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل، الذي بنعمته تتمّ الصالحات، سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه عندنا، نعوذ بالله من النار، نعوذ بالله من صباح النار، نعوذ بالله من مساء النار، الصلاة يا أهل البيت
____________
1- البحار 35: 207.
2- البحار 37: 36.
وروى ـ أيضاً ـ أبو سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأتي باب فاطمة وعلي تسعة أشهر وقت كلّ صلاة فيقول: "الصلاة يرحمكم الله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
قال: وقال أبو جعفر (عليه السلام): "أمره الله تعالى أن يخصّ أهله دون الناس ليعلم الناس أنّ لأهله عند الله منزلة ليست للناس، فأمرهم مع الناس عامة وأمرهم خاصّة"(2).
قال المجلسي(3): ورواه ابن عقدة باسناده من طرق كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) وغيرهم، مثل أبي برزة وأبي رافع.
____________
1- في مادة سمع من نهاية اللغة لابن الأثير 2: 181-182 في الحديث "سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا" أي ليسمع السامع وليشهد الشاهد حمدنا لله تعالى على ما أحسن الينا وأولانا من نعمه، وحسن البلاء النعمة والاختبار بالخير ليتبيّن الشكر وبالشرّ ليظهر الصبر.
2- البحار 25: 212; ومجمع البيان للطبرسي 7: 37.
3- البحار 25: 212.
وورد بلفظ آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام)(1):
وكذلك ورد نظير ما سبق في تفسير الرازي وغيره بتفسير الآية الكريمة (وَأْمُرْ أَهْلَكَ...).
من احتجّ بالآية في فضائلهم
1 ـ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)(2)
عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): "إنّ الله عزّ وجلّ فضّلنا أهل البيت، وكيف لا يكون كذلك والله عزّ وجلّ يقول في كتابه: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)؟ فقد طهّرنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فنحن على منهاج الحق".
2 ـ الحسن بن عليّ (عليهما السلام):
احتجّ بها الإمام الحسن في اليومين الآتيين:
____________
1- تفسير فرات: 126.
2- كنز الفوائد: 236; والبحار 25: 213-214.
"أيّها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي، وأنا ابن البشير النذير الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، أنا من أهل البيت الذي كان ينزل فيه جبرائيل ويصعد، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"(1).
ب ـ عند صلحه مع معاوية حين خطب بعد معاوية وقال في خطبته:
"وأقول معشر الخلائق فاسمعوا، ولكم أفئدة وأسماع فعوا، إنّا أهل بيت أكرمنا الله بالاسلام واختارنا واصطفانا واجتبانا فأذهب عنّا الرجس وطهّرنا تطهيراً، والرجس هو الشك، فلا نشكّ في الله الحق ودينه أبداً، وطهّرنا من كلّ أفن وغيّة مخلصين إلى آدم نعمة منه ـ إلى قوله: ـ وقد قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، فلمّا نزلت آية التطهير جعلنا رسول
____________
1- البحار 25: 214 و 43: 361 و 362; وكنز الفوائد: 236 و 238.
ثمّ مكث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه الله إليه، يأتينا في كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول: الصلاة يرحمكم الله، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)"(1).
3 ـ أمُّ سلمة:
في تفسير فرات والخصال وأمالي الصدوق والبحار واللفظ للأوّل: عن عمرة الهمدانية إبنة أفعى، قالت أمّ سلمة: أنت عمرة؟ قالت: نعم، قالت عمرة: ألا تخبريني
____________
1- البحار 10: 141-142; وأمالي ابن الشيخ 10: 14.
4 ـ عليّ بن الحسين السجّاد (عليه السلام):
في أمالي الصدوق والاحتجاج للطبرسي واللهوف والبحار واللفظ للأوّل:
لمّا أدخل سبايا أهل البيت إلى الشام فأُقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا وفيهم عليّ بن الحسين (عليه السلام)وهو يومئذ فتى شاب، فأتاهم شيخ من أهل الشام فقال لهم: الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم، وقطع قرن الفتنة فلم
____________
1- في تفسير فرات: 126 روايتان هذه احداهما; والخصال، باب السبعة ح113; وكنز الفوائد: 237; والبحار 25: 214 و 35: 209 عن أمالي الصدوق، و 219 منه.
5 ـ زيد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام):
قال أبو الجارود: وقال زيد بن عليّ بن الحسين: إنّ جُهّالا من الناس يزعمون إنّما أراد الله بهذه الآية أزواج النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد كذبوا وأثموا، وأيم الله لو عنى بها أزواج
____________
1- أمالي الصدوق، المجلس31 ح3; والاحتجاج للطبرسي: 157; واللهوف; والبحار 45: 156 و 166.