مقدمة الناشر
بحر من بحور العلم، قذفت أمواجه اللامستكينة على شواطئه دررا ولآلئ من تحلى بها تسلل بريقها إلى أعماقه فأضائتها بنورها، نور العلم والمعرفة، كما تمد ببريقها في الأرجاء مضيئة الدرب له، فلا يخشى حينها شيئا.
هذا أقل ما يقال عن أحد رجلات العلم (العلمة الحلي) مؤلف هذا الكتاب، فالحديث عن هؤلاء العلماء وعن حياتهم وجهادهم في سبيل العلم والدين معا، كما هو الحديث عن مؤلفاتهم ونتاجهم الفكري، لا يمكن إلا أن يطول وساعتئذ لا مناص من وضع مجلدات.
وعلى هذا الأساس، لسنا هنا في وارد التقديم لهذا الكتاب فيكفيه تقديما أنه من تأليف (العلامة الحلي)، لكننا فقط أحببنا أن نذكر بقيمة هذا الكتاب، الأثر الثمين الذي يتصدى لإبطال الشبهات الواردة في حق الأئمة (عليهم السلام) وإثبات إمامتهم بالأدلة والثوابت، والذي نعتز ونفتخر بتقديمه (الكتاب) للمكتبة الإسلامية سائلين المولى أن يمن علينا ببركاته وعونه إنه سميع مجيب.
12 / جمادي الأول / 1405 | مكتبة الألفين |
2 / شباط / 1985 | الكويت |
ترجمة المؤلف
الشيخ الأجل الأعظم، فريد عصره ووحيد دهره بحر العلوم والفضائل ومنبع الأسرار والدقائق، مجدد المذهب ومحييه وماحي أعلام الغواية ومفنيه، الإمام العلامة الأوحد، آية الله المطلق، جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف ابن زين الدين علي بن مطهر الحلي نور الله مضجعه.
كان - قدس سره - من فطاحل علماء الشريعة، وأعاظم فقهاء الجعفرية، جامعا لشتى العلوم، حاويا مختلفات الفنون، مكثرا للتصانيف ومجودا فيها، استفادت الأمة جمعاء من تصانيفه القيمة منذ تأليفها، وتمتعوا من أنظاره الثاقبة طيلة حياته وبعد مماته، له ترجمة ضافية في كتب التراجم وغيرها تعرب عن تقدمه في العلوم وتضلعه فيها، وتنم عن مراتبه السامية في العلم والعمل وقوة عارضته في الظهور على الخصم، وذبه عن حوزة الشريعة ونصرته للمذهب وإنا وإن لم يسعنا في هذا المختصر سرد جميعها لكنا نذكر شكرا لحقه بعضا منها.
قال معاصره ابن داود في رجاله: شيخ الطائفة وعلامة وقته، صاحب التحقيق، والتدقيق، كثير التصانيف، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول. ا هـ (1).
____________
(1) نقد الرجال ص 99.
ووصفه ابن أبي جمهور الأحسائي في إجازته للشيخ محمد بن صالح الحلي بقوله: شيخنا وإمامنا، ورئيس جميع علمائنا، العلامة الفهامة، شيخ مشايخ الإسلام، والفارق بفتاويه بين الحلال والحرام، والمسلم له الرئاسة في جميع فرق الإسلام. إهـ (2).
وأطراه علي بن هلال في إجازته للمحقق الكركي بقوله: الشيخ الإمام الأعظم المولى الأكمل الأفضل الأعلم جمال الملة والحق والدين. إهـ (3).
وفي إجازة المحقق الكركي لسميه الميسي: شيخنا الإمام، شيخ الإسلام مفتي الفرق، بحر العلوم أوحد الدهر، شيخ الشيعة بلا مدافع جمال الملة والحق والدين. إهـ (4).
وفي إجازته للمولى حسين بن شمس الدين محمد الأسترآبادي: الإمام السعيد، أستاذ الكل في الكل، شيخ العلماء والراسخين، سلطان الفضلاء والمحققين، جمال الملة والحق والدين (5).
ومدحه الشهيد الثاني في إجازته للسيد علي بن الصائغ: بشيخ الإسلام ومفتي فرق الأنام، الفاروق بالحق للحق، جمال الإسلام والمسلمين، ولسان الحكماء والفقهاء والمتكلمين، جمال الدين. إهـ (6).
____________
(1) إجازات البحار ص 39.
(2) إجازات البحار ص 51.
(3) المصدر ص 55.
(4) المصدر ص 57.
(5) المصدر ص 59.
(6) المصدر ص 83.
وقال شيخنا البهائي في إجازته لصفي الدين محمد القمي: العلامة آية الله في العالمين جمال الحق والملة والدين. إهـ (2).
وقال بحر العلوم في فوائده الرجالية: علامة العالم وفخر نوع بني آدم أعظم العلماء شأنا، وأعلاهم برهانا، سحاب الفضل الهاطل، وبحر العلم الذي ليس له ساحل جمع من العلوم ما تفرق في جميع الناس وأحاط من الفنون بما لا يحيط به القياس، مروج المذهب والشريعة في المائة السابعة، ورئيس علماء الشيعة من غير مدافعة، صنف في كل علم كتبا، وآتاه الله من كل شئ سببا (3).
وقال السماهيجي في إجازته: إن هذا الشيخ رحمه الله بلغ في الاشتهار بين الطائفة بل العامة شهرة الشمس في رايعة النهار، وكان فقيها متكلما حكيما منطقيا هندسيا رياضيا، جامعا لجميع الفنون، متبحرا في كل العلوم من المعقول والمنقول، ثقة إماما في الفقه والأصول، وقد ملأ الآفاق بتصنيفه، وعطر الأكوان بتأليفه ومصنفاته، وكان أصوليا بحتا ومجتهدا صرفا. إهـ (4).
وقال الشيخ الحر في أمل الآمل ص 40: فاضل عالم علامة العلماء، محقق مدقق ثقة نقة فقيه محدث متكلم ماهر جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، لا نظير له في الفنون والعلوم العقليات والنقليات، وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى. إهـ.
وأطراه المولى نظام الدين في نظام الأقوال بقوله: شيخ الطائفة وعلامة وقته، صاحب التحقيق والتدقيق، كل من تأخر عنه استفاد منه، وفضله
____________
(1) المصدر ص 143.
(2) المصدر ص 130.
(3) تنقيح المقال ج 1 ص 314.
(4) تنقيح المقال ج 1 ص 314.
ووصفه البحاثة الرجالي الميرزا عبد الله الأصفهاني في المجلد الثاني من رياض العلماء: بالإمام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشاعر الماهر، علامة العلماء وفهامة الفضلاء، أستاذ الدنيا، المعروف فيما بين الأصحاب بالعلامة عند الاطلاق، والموصوف بغاية العلم ونهاية الفهم والكمال في الآفاق، كان ابن أخت المحقق، وكان رحمه الله آية الله لأهل الأرض، وله حقوق عظيمة على زمرة الإمامية والطائفة الحقة الاثني عشرية لسان وبيانا وتدريسا وتأليفا، وقد كان رضي الله عنه جامعا لأنواع العلوم، مصنفا في أقسامها، حكيما متكلما فقيها محدثا أصوليا أديبا شاعرا ماهرا، وقد رأيت بعض أشعاره ببلدة أردبيل وهي تدل على جودة طبعه في أنواع النظم أيضا، وكان وافر التصانيف متكاثر التآليف، أخذ واستفاد عن جم غفير من علماء عصره من العامة والخاصة، وأفاد على جمع كثير من فضلاء دهره من الخاصة بل من العامة - إلى أن قال -: وكان من أزهد الناس وأتقاهم، ومن زهده ما حكاه السيد حسين المجتهد في رسالة النفحات القدسية أنه قدس سره أوصى بجميع صلواته وصيامه مدة عمره وبالحج عنه مع أنه كان قد حج. إهـ.
وله ذكر جميل في غير واحد من التراجم، كمنتهى المقال ص 105 كتب رجال الأسترآبادي، وجامع الرواة ج 1 ص 230 ورياض العلماء والمقابس ص 17 وروضات الجنات ص 172 والمستدرك ج 3 ص 459 وسفينة البحار ج 2 ص 228 ولسان الميزان ج 6 ص 319 (2) والدرر الكامنة (3). ومحبوب القلوب للإشكوري (4) وغيرها من التراجم، وهم وإن
____________
(1) الرياض المجلد الثاني.
(2) وقد اشتبه عليه اسمه واسم والده قال: يوسف بن الحسن بن المطهر الحلي المشهور، كان رأس الشيعة الإمامية في زمانه، وله معرفة بالعلوم العقلية. إهـ.
(3) أورده تارة مكبرا وتارة مصغرا.
(4) راجع الروضات ص 176.
وقال العلامة النوري بعد أن بالغ في ثنائه: ولآية الله العلامة بعد ذلك من المناقب والفضائل ما لا يحصى، أما درجاته في العلوم ومؤلفاته فيها فقد ملأت الصحف وضاق عنه الدفتر، وكلما أتعب نفسي فحالي كناقل التمر إلى هجر، فالأولى تبعا لجمع من الأعلام الإعراض عن هذا المقام.
* (تآليفاته الثمينة الممتعة) *
له تأليفات كثيرة قيمة ربما تزيد على مائة مصنف، بل قال صاحب مجمع البحرين في مادة العلامة: إنه وجد بخطه رحمه الله خمسمائة مجلد من مصنفاته غير ما وجد بخط غيره.
وقد عد جملة منها هو نفسه في كتاب الخلاصة عند ترجمة نفسه، منها:
1 - منتهى المطلب في تحقيق المذهب، ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين في الفقه، لم يتم، وقد طبع في المجلدين الضخمين في سنة 1316 قال رحمه الله: هو في سبع مجلدات.
2 - تلخيص المرام في معرفة الأحكام.
3 - تحرير الأحكام الشرعية، استخرج فيها فروعا كثيرة، طبع بإيران في مجلد كبير.
4 - مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، مطبوع.
5 - استقصاء الاعتبار في تحرير معاني الأخبار، قال: ذكرنا فيه كل
6 - مصابيح الأنوار، قال: ذكرنا فيه كل أحاديث علمائنا، وجعلنا كل حديث يتعلق بفن في بابه، ورتبنا كل فن على أبواب، ابتدأنا فيها بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله ثم بما روي عن علي عليه السلام وهكذا إلى آخر الأئمة عليهم السلام.
7 - الدر والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان.
8 - نهج الوضاح في الأحاديث الصحاح.
9 - نهج الإيمان في تفسير القرآن، ذكر فيه ملخص الكشاف والتبيان وغيرهما.
10 - القول الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.
11 - منهاج الصلاح في الدعوات وأعمال السنة.
12 - كشف الحق ونهج الصدق.
13 - كشف اليقين في الإمامة، وقد يعبر عنه باليقين.
14 - الألفين.
15 - منهاج الكرامة.
16 - شرح التجريد.
17 - أنوار الملكوت في شرح الياقوت.
18 - نهاية الكلام.
19 - نهاية الأصول.
20 - نهاية الفقهاء.
21 - قواعد الأحكام.
22 - إيضاح مخالفة أهل السنة للكتاب والسنة.
23 - تذكرة الفقهاء.
24 - الرسالة السعدية.
26 - إيضاح الاشتباه.
27 - تبصرة الأحكام.
28 - التناسب بين الفرق الأشعرية والفرق السوفسطائية.
29 - نظم البراهين في أصول الدين.
30 - معارج الفهم في شرح النظم في الكلام.
31 - الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة.
32 - كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد في الكلام.
33 - القواعد والمقاصد في المنطق والطبيعي والإلهي.
34 - الأسرار الخفية في العلوم العقلية.
35 - الدر المكنون في علم القانون في المنطق.
36 - المباحث السنية والمعارضات النصيرية.
37 - المقاومات، قال: باحثنا فيها الحكماء السابقين وهو يتم مع تمام عمرنا.
38 - حل المشكلات من كتاب التلويحات.
39 - إيضاح التلبيس من كلام الرئيس، قال: باحثنا فيه الشيخ ابن سينا.
40 - الجوهر النضيد في شرح كتاب التجريد في المنطق.
41 - الشفاء في الحكمة.
42 - مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق في المنطق والطبيعي والإلهي.
43 - المحاكمات بين شراح الإشارات.
44 - منهاج الهداية ومعراج الدراية في علم الكلام.
45 - استقصاء النظر في القضاء والقدر.
46 - نهج الوصول إلى علم الأصول.
47 - مختصر شرح نهج البلاغة.
48 - الأدعية الفاخرة.
49 - المنهاج في مناسك الحاج.
وغير ذلك مما يطول ذكره.
* (مشايخه) *
يروي عن جماعة من حفاظ الشريعة منهم:
1 - الشيخ الجليل مفيد الدين محمد بن علي بن محمد بن جهم الأسدي.
2 - الحكيم المتأله كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني صاحب الشروح الثلاثة على نهج البلاغة.
3 - العالم الفاضل الحسن ابن الشيخ كمال الدين علي بن سليمان البحراني.
4 - الشيخ نجيب الدين أبو أحمد أو أبو زكريا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي الهذلي. ابن عم المحقق الحلي، صاحب كتاب جامع الشرائع ونزهة الناظر المتولد سنة 601 والمتوفى سنة 690 (1). - 5 - والده الأجل الأكمل سديد الدين يوسف بن زين الدين علي بن المطهر الحلي الفقيه المتكلم الأصولي (2).
6 - سلطان المحققين الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي المتولد سنة 597 المتوفى سنة 672، قرأ عليه الكلام والهيئة والعقليات، وقرأ عليه الطوسي الفقه (3).
7 - جمال الدين أبو الفضائل والمناقب السيد أحمد بن موسى بن جعفر بن
____________
(1) المصدر ص 462.
(2) المصدر ص 463.
(3) المصدر ص 464.
8 - السيد الأجل الأسعد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس المتقدم ذكره (2).
9 - خاله الأكرم وأستاذه الأعظم رئيس العلماء، المحقق على الاطلاق، الشيخ أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي الحلي صاحب الشرائع والنافع والنكت، المتوفى ستة 676. وفيه نطر (3).
10 - نجم الملة والدين جعفر بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله ابن نما الحلي الربعي صاحب مثير الأحزان وكتاب أخذ الثار المتوفى في سنة 645.
11 - بهاء الدين علي بن عيسى الإربلي صاحب كشف الغمة.
12 - السيد عبد الكريم بن طاووس صاحب فرحة الغري (4).
كان - قدس سره - قرأ على جماعة من علماء السنة منهم: نجم الدين الكاتبي القزويني والشيخ برهان الدين النسفي والشيخ جمال الدين حسين بن أبان (5) النحوي، وعز الدين الفاروقي الواسطي، وتقي الدين عبد الله بن جعفر بن علي الصباغ الحنفي، وشمس الدين محمد بن محمد بن أحمد الكيشي (6) ويروي عن رضي الدين الحسن بن علي الصنعاني الحنفي (7).
____________
(1) المصدر ص 466.
(2) المصدر ص 473.
(3) المصدر ص 473.
(4) الروضات ص 146 و 175، أخذ الأخير صاحب الروضات عن الرياض حيث قال: وقد نسب الأمير منشئ في رسالة تاريخ قم بالفارسية إلى العلامة كتاب رسالة الدلائل البرهانية في تصحيح الحضرة الغروية، وحكى عنه فيها أنه يروي بعض الأخبار عن السيد عبد الكريم بن طاووس وأظن أن تلك الرسالة لغيره.
(6) الروضات ص 175.
(5) في بعض النسخ [ اياز ].
(7) الإجازات ص 114
* (تلامذته والراوون عنه) *
يروي عنه جماعة من المشايخ الكبار منهم:
1 - ولده الصالح، أجل المشائخ وأعظم الأسانيد، المحقق النقاد، الفقيه فخر المحققين أبو طالب محمد، المتولد في ليلة الاثنين ولعشرين من جمادي الأولى سنة 628 والمتوفى ليلة الجمعة الخامس والعشرين من جمادي الآخرة سنة 771 (1).
2 - مجد الدين أبو الفوارس محمد الحسيني (2).
3 - ابنا أخته السيد الجليل المرتضى عميد الدين عبد المطلب والسيد ضياء الدين عبد الله ابنا مجد الدين أبي الفوارس محمد المتقدم ذكره (3).
4 - رضي الدين أبو الحسن علي بن جمال الدين أحمد بن يحيى المزيدي المتوفى سنة 757 (4).
5 - الشيخ الفقيه زين الملة والدين أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد المطار آبادي المتوفى سنة 762 (5).
6 - السيد علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن زهرة الحسني الحلي، وهو الذي كتب العلامة له ولولده ولأخيه الآتيين الإجازة المعروفة بالإجازة الكبيرة لأبناء زهرة (6).
____________
(1) المستدرك ج 3 ص 459.
(2) المصدر ص 441 و 459.
(3) المصدر ص 459.
(4) المصدر ص 442.
(5) المصدر ص 443.
(6) المصدر ص 443 والروضات ص 201.
8 - السيد شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن علاء الدين المذكور (1).
9 - السيد الجليل أحمد بن أبي إبراهيم محمد بن الحسن بن زهرة الحسني الحلبي (2) 10 - السيد العالم الكبير مهنا بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني (3) 11 - الشيخ قطب الدين أبو جعفر محمد بن محمد الرازي البويهي الحكيم المتأله صاحب شرح الشمسية والمطالع (4).
12 - السيد النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن القاسم بن الحسين بن معية الحلي الحسني (5).
13 - المولى تاج الدين الحسن بن الحسين بن الحسن السرابشنوي نزيل قاسان (6).
14 - الشيخ الحسن بن الحسين بن الحسن بن معانق، ذكره صاحب الرياض وقال: رأيت نسخة من الخلاصة للعلامة بخط هذا الشيخ وكان تاريخ كتابتها 707 في حياة أستاذه العلامة.
15 - السيد أحمد العريضي، ذكره صاحب الرياض.
____________
(1) المستدرك ج 3 ص 443، الروضات ص 201.
(2) المستدرك ج 3 ص 445، تنقيح المقال ج 3 ص 43 في باب الكنى، راجعه ففيه اشتباه.
(3) المستدرك ج 3 ص 445.
(4) المستدرك ص 447.
(5) الروضات ص 585.
(6) ذكره صاحب الرياض في المجلد الثاني، وضبطه بضم السين والراء ثم الألف وبعدها الباء المفتوحة والشين المعجمة الساكنة ثم النون، وقال: رأيت إجازة العلامة له بخطه.
* (أشعاره) *
قد سمعت من صاحب الرياض أنه وصفه بالشاعر الماهر، ولم نجد له في كتب التراجم شعرا غير ما ذكره صاحب الروضات، قال: أتفق لي العثور في هذه الأواخر على مجموعة من ذخائر أهل الاعتبار ولطائف آثار فضلاء الأدوار فيها نسبة هذه الأشعار الأبكار إليه:
ليس في كل ساعة أنا محتاج | ولا أنت قادر أن تنيلا |
فاغتنم حاجتي ويسرك فاحرز | فرصة تسترق فيها الخليلا |
وقال: وله أيضا ما كتبه إلى العلامة الطوسي مسترخصا للسفر إلى العراق من السلطانية:
محبتي تقتضي مقامي | وحالتي تقتضي الرحيلا |
هذان خصمان لست أقضي | بينهما خوف أن أميلا |
ولا يزالان في اختصام | حتى نرى رأيك الجميلا |
وكتب إلى الشيخ تقي الدين ابن تيمية بعد ما بلغه أنه رد على كتابه في الإمامة ووصل إليه كتابه أبياتا أولها:
لو كنت تعلم كل ما علم الورى | طرا لصرت صديق كل العالم |
لكن جهلت فقلت إن جميع من | يهوي خلاف هواك ليس بعالم (1) |
ولد رضوان الله تعالى عليه في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة 648، وتوفي في يوم السبت الحادي والعشرين من محرم الحرام
____________
(1) ذكرها أيضا العسقلاني في الدرر الكامنة ج 2 ص 71.
1 / 2 / 1985 | مؤسسة الوفاء |
11 / 5 / 1405 | بيروت - لبنان |
____________
(1) المستدرك ج 3 ص 46، روضات الجنات ص 186.
المائة الأولى
من الأدلة الدالة على وجوب عصمة الإمام عليه السلام.
الحمد لله مظهر الحق بنصب الأدلة الواضحة، والبراهين القاطعة، وموضح الإيمان عند أوليائه المخلصين، ومنطق ألسنة البشر بفساد اعتقاد المبطلين، الذي شهد بوجوب وجوده الوجود عند الصديقين، وأقر بقدرته فناء العالمين، وتكاثر كثير من الموجودات مع أبطال سائر الاعتقادات باليقين، وأوضح عن وحدانيته انتظام أحوال السماوات والأرضين، ووجود الممكنات مع استحالة الترجيح بلا مرجح وتكثير الفاعلين، وأظهر استغناءه وعلمه وتمام حكمته، فجل عن أوصاف الواصفين وتعالى عن إدراك كماله أبصار بصائر العارفين، فظهر من ذلك عصمة الأنبياء والأئمة الطاهرين، وصلى الله على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين المعصومين، خصوصا على نفسه بالوحي النازل إليه على لسان الروح الأمين، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام وعلى الأحد عشر الذين كل واحد منهم هو حبل الله المتين، ومصباح الواصلين، وبهم تجاب دعوة أعلى عليين، ومن أنكر فضلهم فهو في أسفل السافلين، صلاة دائمة متصلة إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أضعف عباد الله تعالى الحسن بن يوسف المطهر الحلي يقول: أجبت سؤال ولدي العزيز محمد أصلح الله له أمر داريه، كما هو بر بوالديه ورزقه أسباب السعادات الدنيوية والأخروية، كما أطاعني في استعمال قواه العقلية والحسية وأسعفه ببلوغ آماله، كما أرضاني بأقواله وأفعاله، وجمع له بين الرياستين، كما أنه لم يعصني طرفة عين، من إملاء هذا الكتاب
البحث الأول
ما الإمام؟.. الإمام هو الإنسان الذي له الرياسة العامة في أمور الدين والدنيا بالأصالة في دار التكليف، ونقض بالنبي، وأجيب بوجهين:
الأول: التزام دخوله في الحد (1) لقوله تعالى: * (للناس إماما) *.
والثاني: تعديل قولنا بالأصالة بالنيابة عن النبي (2). وقيل: الإمامة عبارة عن خلافة شخص من الأشخاص للرسول صلى الله عليه وآله في إقامة قوانين الشرع وحفظ حوزة الملة على وجه يجب اتباعه على الأمة كافة وجنسها البعيد الإضافة (3).
____________
(1) ظاهر كلامه طاب ثراه أنه يلتزم بهذا اللازم، وهو دخول النبي صلى الله عليه وآله في حد الإمام لما جاء في الكتاب من قوله عز شأنه في خطاب إبراهيم عليه السلام: إني جاعلك للناس إماما، ولكن هذا لا يدفع للفرق بين النبوة والإمامة اصطلاحا وحقيقة، واجتماعهما في واحد لا ينافي الاختلاف، فإنه يكون جامعا للوظيفتين، ومن ثم تكون الإمامة للنبي ولا تكون النبوة للإمام.
(2) أي تبديل لفظ الأصالة الوارد في حد الإمام بلفظ النيابة، وهذا لا يكون جوابا أيضا، بل هو اعتراف بالنقض، غير أنه تصحيح للحد بهذا التعديل وبهذا يخرج النبي عن حد الإمام، لأن رياسة النبي بالأصالة.
(3) أي مقولة الإضافة وهي إحدى المقولات العشر فالعلامة طاب ثراه يعتبر الإمامة من مقولة الإضافة، وقد يشكل عليه بأن الإضافة من النسب الاعتبارية التي ليس لها مستقل دون المتضايقين، والإمامة من الشؤون الذاتية الثابتة للشخص، وإن لم يأتم به أحد، ويشهد له تعريفه المذكور.
البحث الثاني
الإمامة لطف عام، والنبوة لطف خاص لامكان خلق الزمان من نبي حي، بخلاف الإمام لما سيأتي، وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص، وإلى هذا أشار الصادق عليه السلام بقوله عن منكر الإمامة أصلا ورأسا وهو شرهم.
البحث الثالث
كل مسألة لا بد لها من موضوع ومحمول فإن كانت كسبية احتاجت إلى وسط ليتم البرهان عليها ومن ثم وجبت المقدمتان، فإن كانتا ضروريتين فلا كلام، وإن كانتا برهانيتين فهما علم من العلوم ولا يبرهن عليهما ولا على شئ من مباديهما بتلك المسألة وإلا دار، وعلى الناظر فيها أن يسلم المبادي عليها ولا يعترض عليها، لأن المنع منها والاعتراض عليها يتعلقان بنظر آخر غير النظر الأول، فإن اعتراه شك فليرجع إلى المواضع المخصوصة بها ويؤخر النطر فيها إلى أن يحقق المبادئ التي هي كالقواعد، فإن الباحث عن قدرة الصانع لا يتكلم في حدوث الأجسام، بل يكون ذلك مقررا عنده، إذا تقرر ذلك فنقول:
موضوع هذه المسألة ومحمولها ظاهران، وأما المبادي فهي ثمانية عشرا:
1 - إن العالم محدث، والله تعالى محدثه.
2 - إنه واجب الوجود لذاته أزلا وأبدا.
3 - إنه قادر على كل المقدورات.
5 - غني عما سواه.
6 - مريد للطاعات.
7 - كاره للمعاصي.
8 - لا يخل بالواجبات ولا يفعل القبيحات ولا يريد ذلك.
9 - إنه تعالى قد كلف العباد مصالحهم بقدر وسعهم.
10 - إنه يجب عليه الألطاف.
11 - إنه تعالى قام بالألطاف الواجبة عليه مما يتعلق بتكاليفهم.
12 - إنه تعالى أزاح علتهم ليس غرضه في ذلك إلا الاحسان إليهم وإفاضة النعم عليهم.
13 - إنه كلفهم بالوجه الأفضل والبلوغ به إلى الثواب الأجزل.
14 - إنه تعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رسولا معصوما قائما بالحق قائلا بالصدق.
15 - أنزل عليه الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فنسخ بشريعته جميع الشرايع، وبسنته السنن، وهي باقية إلى يوم الدين.
16 - إنه معصوم من الزلل والخطأ والنسيان.
17 - إن اللطف في الواجبات واجب عليه تعالى إذا كان من فعله خاصة.
____________
(1) أخرج بذلك المستحيلات بالذات كشريك الباري تعالى، واجتماع الضدين والنقيضين، لأن العجز من ناحية المقدور لا القدرة.